أخر الاخبار

السبت، 20 يوليو 2013

أمريكا تمنع مارادونا من دخول أراضيها

" "

لا شك بدا مفاجئاً لكثيرين قرار الولايات المتحدة بعدم منح "أسطورة" كرة القدم الأرجنتيني، دييغو أرماندو مارادونا، تأشيرة دخول إلى أراضيها حيث كان يعتزم القيام برحلة سياحية مع حفيده إلى "ديزني لاند" في ولاية فلوريدا.
تخيلوا أن أهم لاعب في تاريخ كرة القدم (بحسب تصويت المشجعين) والذي أدخل الفرحة الى قلوب العالم بأسره من خلال فنياته وموهبته التي لم يضاهيه فيها أحد حتى الآن، ممنوع من أن تطأ قدماه أرض بلاد "العم سام"، لا لسبب، سوى لمواقفه السياسية. فالبلاد التي تتغنى برفعها لواء الحريات لم تتوان عن معاقبة رمز كبير في كرة القدم بسبب تعبيره عن رأيه!
مارادونا لم يحمل طبعاً سلاحاً ولا حاك مؤامرات ضد أميركا، كل ما فعله هذا النجم التاريخي أنه عبّر بصراحة عن موقفه السياسي.
بطبيعة الحال، لم يرق الولايات المتحدة الزيارة الأخيرة التي قام بها مارادونا لفنزويلا حيث لم يتوان عن الخروج الى الجماهير المحتشدة في العاصمة كاراكاس مرتدياً قميصاً أحمر اللون ومعلناً دعمه الكامل للمرشح لمنصب رئيس الجمهورية نيكولاس مادورو في وجه مرشح المعارضة المدعوم أميركياً، هنريكي كابريلس، مؤكداً بقاءه على النهج السياسي الذي خطه الرئيس السابق، هوغو تشافيز، حيث لم يكتف بالتعبير عن ذلك بالكلمات بل كتب على قميصه عبارة: "القائد تشافيز".
في حقيقة الأمر، ليست الزيارة الفنزويلية الأخيرة هي الوحيدة التي أثارت غيظ الولايات المتحدة من مارادونا، إذ إنها كانت تنتظر أي فرصة مؤاتية للنيل منه وذلك نظراً لتاريخه الحافل بالمواقف والمحطات التي لم يكتف فيها بمصافحة وتحية من تضعهم الولايات المتحدة في خانة أعدائها، بل إنه لم يتوان عن تصويب إنتقادات حادة مباشرة للسياسة الأميركية.
ففي إحدى جلساته مع تشافيز، الذي ربطته به علاقة صداقة قوية تجلت بأبهى حللها عندما مد الرئيس الفنزولي الراحل يد العون للنجم الارجنتيني خلال انتكاساته الصحية، توجه مارادونا لتشافيز قائلاً: "أنا اكره كل شيء يأتي من الولايات المتحدة. أنا أكرهها بكل قوتي".
ولعل ما أغضب الولايات المتحدة أكثر هي تلك المواقف العديدة التي أعلن فيها مارادونا صراحة وقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية مهاجماً بشدة العدو الإسرائيلي وكان آخرها قبل أيام قليلة من ذكرى النكبة الـ 65 عندما رفع الوشاح الفلسطيني عالياً وهو يبتسم لدى حضوره حفل الإفتتاح الرسمي لتصفيات كرة القدم لأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي تستضيفها دبي، وذلك بعد أن كان قد ارتدى الكوفية الفلسطينية التي أهداه إياه أحد معجبيه الفلسطينيين بعد حصة تدريبية لناديه السابق الذي كان يشرف على تدريبه الوصل الإماراتي.
وبين هذا وذاك، لم تهضم الولايات المتحدة طبعاً قيام مارادونا عام 2007 بإهداء الشعب الإيراني قميصه خلال لقاء جمعه بمحسن بهرفاند أعلى دبلوماسي إيراني في الأرجنتين حيث قال على مسمعه: "لقد قابلت الرئيس الكوبي فيديل كاسترو والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، وأريد الآن أن أقابل الرئيس الإيراني (السابق محمود أحمدي نجاد). انا أساند شعب إيران بكل قلبي".
كل هذه المواقف التي أدلى بها مارادونا إذاً، كان ثمة في الولايات المتحدة من يدونها له، حتى جاءت اللحظة التي ردت فيها عليه بمنعه من زيارة أراضيها للسياحة. منع لا شك سينظر اليه محبو هذا النجم والمعجبين بمواقفه على أنه وسام جديد على صدره. وسام سيتغنى به هؤلاء تماماً كما وشَمَي كاسترو ومواطنه الثائر أرنستو تشي غيفارا اللذين يحتلان جسد "أسطورة" كرة القدم الأرجنتيني.









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

اسلاميات

الرياضة

الصحة والرشاقة

علوم و تكنولوجيا

المطبخ

أنت و طفلك

الكتب

رياضة عالمية

جميع الحقوق محفوظة ©2013